الجمعة، 9 أكتوبر 2009

(2) الأيمان والتجربة



www.shortstoriesp.blogspot.comالترجمة الأنجليزية لمحتويات القصة فى الموقع المقابل                                              
كان وجه الأم ينطق بأنها كانت تتوقع حدوث شىء ما قبل مجيئها، فأول شىء عملته هو أن ترجو الزوج أن يكون صبورآ مع أبنتها. وطفقت تدلى بأقاصيص عن بناتها وغيرهن من الزوجات، اللآئى تزوجن من قبل ، كيف كان الحال فى بداية حياتهن ، مما أطلقت عليه استغرابآ، أو عدم تعود، حتى صارت الأحوال معهن نعيمآ مقيمآ من   ألأخلاص والتفانى ، لولا أن القدر تربص ببناتها اللآئى أجتزنا مثلما تجتاز هذه الزوجة بمرحلة البداية، لكنهن كن سعيدات وأسعدن أزواجهن ، ألى ان توفى الزوج تلو الآخر، بسبب سوء حظهن ، وكبر سن أحد الأزواج ، ومرض الأخر. كم بكت كل بنت من بناتها عقب فجيعتها بموت زوجها، من شدة الحب الذى صار بينها وبين زوجها الراحل . ولم يطق السيد (س) الأستمرار قى سماع هذا الذى يشبه أعلان مكافأة وثيقة التأمين لورثة المتوفى ، فآثر الأنسحاب الى غرفة أخرى، لعل مجىء الأم يحسن من حالة زوجته، فتركهما معآ ومضى ألى غرفة أخرى يناجى ألهه ويصلى له، طالبآ العون منه، والحكمة من لدنه .   وما أن رحلت الحماة ، حتى تبدلت الأحوال ألى حد بعيد ، وعاد للزوجة بعض الهدوء ، وبدأت تتباسط فى الحديث، والزوج يشجعها على الأستمرار عسى ان تكون هناك بعض العقد الماضية فى حياتها، دفعتها لهذا السلوك السابق فربما يفلح الحب معها ، لم لا والحب يصنع المعجزات ،ولم يكن صاحبنا فى ذلك الوقت يدرك ان الحكيم الذى أقترح تلك المقولة كان يقصد أن الحب يصنع المعجزات لمن يحب ، لكن من لم يعرف الحب، فلا ينال أى نصيب من المعجزات. وهذا هو ما اختبره صاحبنا آخر المطاف . وفى تباسط (ص) فى حديثها ورد ذكر أخواتها اللآئى ادعت حماته من قبل سعادتهن ، بأن جميعهن طلقن ، ثم مات أزواجهن أيضآ بسبب سوء الحظ ، ياللحظ المزعوم !! كيف يأتى الحظ مرة ثم أخرى ، وثالثه على نفس هذا الشكل السىء ؟  المهم أن صاحبنا وجد نفسه غير قادر على أتخاذ أى رد فعل تجاه تلك الأقوال المرسلة .  أنه يبدو أن هناك الكثير من الأمور المخفاة عنه، ولا يصح أن يندفع بأى رد فعل قبل استجلاء الأمر ، وحانت له فرصة عندما دخلت لتغتسل ، حتى يعود لصلاته  فكان يسأله كيف يتصرف ؟ وماذا يقول ؟، انه يأمل أن يحيا حياة مسيحية اسرية حقيقية ، وراجع نفسه ، لماذا يصلى بمفرده ؟ ما المانع لوجعلها تصلى معه، ان الله قادر أن يعمل فيها ، انه يؤمن بقوة الله وقدرته على أحداث التغيير فى الحياة ، فطلب منها بعد عودتها أن تشاركه الصلاة، وكان من شدة فرحته عندما وافقت، أن طفق يلهج بالشكر لألهه على  نعمته وعمله فى قلوب البشر، ولا يذكر أنه أطال فى الصلاة ، ولكنه عندما فتح عينيه !! وجدها نائمة ، وبكل لطف أيقظها فاعتذرت له بأن السهرة كانت طويلة وهى تحتاج للنوم أما الصلاة فسوف تأتى فيما بعد . لذلك قرر صاحبنا أن يعاملها كطفله!! فعلا هى طفله فهى مع سائر شقيقاتها لم تكبر مشاعرهن مع أجسامهن ، بل توقف الأحساس بالمسئولية عند مرحلة الطفولة، ولمع أمامه وصايا القسيس ليلة البارحة أثناء العرس ، بأنه قد صار مسئولآ عنها عوض والديها ، فقرر أن يصبح الزوج والأب والأم معآ لو أمكنه ذلك ، وشعر برضى الأيمان والسكينة فى قلبه من هذا القرار الذى توصل اليه، واعتقد أن هذا هو الذى يتماشى مع روح الكلمة المقدسة وروح الله فيه، وكان أن الرب أجزل له العطاء فبالرغم من كبر سنها الا أن الله منحه منها طفلآ، كان يهتم بها حتى ولدت له الطفل فكان يهتم بكليهما معآ، وكان معظم يومها اما فى العمل الذى عرف الزوج كم ينحاشاها الجميع فيه ، وبين زيارة أمها اليومية  أو قضاء بعض الوقت مع صديقات لم يكن لبعض منهن نصيبآ فى الزواج رغم تقدم العمر، والبعض الآخر ارامل أو يجتزن صعوبات أسريه، يتشاجرن أحيانآ، ويتفقن فى أحيان أخر، والطيور على أشكالها تقع وهكذا لم يكن لها من نصيب فى البيت أكثر من الراحة وكثير من الصمت ٌ
                  .  لقد كان هذا الصمت رحمة من الله بصاحبنا (س).                 ويتبع 
ق.جوزيف المنشاوى

ليست هناك تعليقات: