الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

(3) ألأيمان والتجربة





www.shortstoriesp.blogspot.com الموقع الأنجليزى المقابيل وفيه ترجمة أنجليزية للمحتوى
الذى كان يجعل صاحبنا "س" على هذه الدرجة من قبول الواقع ، أمرين هما عقيدته ، وفلسفته فى الحياة، فقد كان ينكر تمامآ على الرجل الحق فى طلاق زوجته ، ما دامت لم ترتكب الفحشاء، فكيف سيبدو امام الله وهو يتلو الصلاة" واغفرلنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضآ للمذنبين الينا " ، لقد آمن أن الله قد غفر له ذنوبه مهما بلغت درجة قلتها أو كثرتها، وأن هذا الغفران مرهون بالغفران للأخرين ، أى غفراننا لمن يسيئون لنا ، أما فلسفته فهو يدرك أن قلب الأنسان ليس كاللوح المسطور الذى يسطر عليه الفرد ما يشاء ، ومتى شاء يمحوه  تمامآ فلا يعلق به اثر، بل أن الأحداث مهما بلغت درجة تفاهتها لا تنسى ،حتى لو كانت قد انمحت من ذاكرته الشعورية ، وأن الطلاق ليس حلآ للمشكلة ، وأنما هو بداية المشكلة الحقيقية ، لقد رأى ذلك فى كثير من الحالات التى عرضت عليه ، ثم أن البشر ليسوا سواء ، فأذا كان البعض قد اسعدهم التوفيق فى شريك حياة رزين عاقل ، فأن أنصبة الناس ليست سواء، هناك الغنى وهناك الفقير، وهناك القوى والضعيف ،الذكى والغبى ، ولو حاول الأنسان بذل قصارى جهده لتغيير واقعه ، فأنه قد يعدل بعض الشىء لكن تبقى الهبات موزعة كيفما وزعها الله ،وهبة الله فى وجهة نظره هى الفيصل ولا يستطيع الأنسان أن يرسم مواهبه كيفما يشاء الله ، بل أكثر من ذلك لقد كان مقتنعآ بأن قضاء"ص" لمعظم اليوم خارج البيت ، هو مكرمة من عند الله حتى يمنحه بعض الصفاء والهدوء ، ويؤهل الطفل لتربية أفضل ، حيث يتجنب الكثير من بوائقها ، ويتعلم كيف لا يكون متاثرآ بأخطاء الأخرين ،منساقآ ورائهم ، وكان صاحبنا يقول فى نفسه دائمآ مع القائل فى المزمور 73 عدد25 " من لى فى السماء ومعك لا أريد شيئآ فى الأرض " ، أن الله فى رأى صاحبنا هو أله محب، لقد منحه طفلآ  رغم أن سن "ًص" الذى ما كان ليسمح بأنجاب هذا الطفل الطبيعى غير المشوه ، أنه عطية الله له ، أن الله يكسر ويجبر يسحق ويداه تشفيان ، كان يتمتع حقآ بموهبة غنية هى موهبة " الرضا " (تيموثاوس الأولى 6 عدد 6 وتيموثاوس الثابية 3 عدد3 ) ، فالرضا هو أساس السعادة التى كان يتمتع بها حقآ صاحبنا .                                        يمكنك التعليق .                 ق. جوزيف المنشاوى .


ليست هناك تعليقات: