الاثنين، 28 سبتمبر 2009

(1) الأيمان والتجربه




www.shortstoriesp.blogspot.com     القصة باللغة الأنجليزية فى هذا الموقع لنفس الكاتب                                كان الصباح عاصفآ اول أيام الزواج للسيد س ، والسيدة ص ، وكان الطقس خارج المنزل حميل رائع ، كل شىء كان على خير ما يرام داخل المنزل كذلك ، الأثاث  متناسق وبديع ، لقد كان حفل الزواج رائعآ ، لكن أول شىء أيقظ الزوج ، هو اللعنات المنصبة فى أذنيه كالوابل الرشاش ، الذى لايعبأ بتطايرها ذات اليمين أو اليسار ، لقد أنفتحت أبواب جهنم من شفتيها ، تلعن حظها العاثر بكلمات كانت كالصاعقة على رأس السيد س  ، فلم يكن يتصور أن هذه الكلمات موجودة فى قاموس كلماتها ، تلك الكلمات التى لم تخرج يومآ من فمه ، أو من فم أحد الذين كان يصادقهم . لقد كان يبتعد طوال عمره ، حتى بلغ الثلاثون ربيعآ عند زواجه، عن أى شخص عرف عنه أن قاموسه اللغوى يحتوى على مثل هذه الكلمات . لقد قتلت كلماتها كل جمال فى الطبيعة وكل جلال للمناسبة ، لكن صاحبنا تذرع بالصبر، وجعل يسأل نفسه ، وقد غاص فى الحزن ألى منتهاه ، لعل شيئآ حدث،  هو يجهله فليسألها عن هذا الحدث الجلل الذى ألم بها !! لعل هناك عذر ما ، لكنها استمرت فى اللعنات ولم تدع مجالآ للكلام العاقل والتفاهم الطبيعى بين أى أثنين أن يحدث . أتلك هى المرأة التى أحبته ! أنه لم يكن يفطن لها فى بداية معرفته لها ، لكنها هى التى شجعته ! وجعلته رويدآ رويدآ يحبها ، كم حفلت أحاديثها قبل الزواج بألوان الأمانى والأحلام ، كم أظهرت له تضحيات أختلقتها تشير الى محبتها له ، ما الذى حدث ؟ سؤال حاول الأجابة عنه بينه وبين نفسه حتى أعياه عقله من شدة التفكير المركز النشط ، لمحاولة استبيان السبب ، لقد ضحى حقيقة بكل شىء من أجلها ، بذل كل ما فى وسعه لتحقيق هذا الزواج ، مع أن هناك الكثيرون اللذين حاولوا أثناءه عن هذا العزم ، ألا أن محاولاتهم جميعآ باءت بالفشل ، لقد كان قد أحبها، أو كانت هى ماهرة جدآ فى جعله يحبها ، لم يكن يحلم بأكثر من أقامة بيت مسيحى حقيقى سعيد ، وكان يحصى الأيام  والليالى التى تقربه من هذه الغاية المنشودة حتى بلغها ، ولكن كيف صار الامر؟ أتخاف من الحياة معه ؟ وما صلة الخوف بهذه الجرأة غير المعتادة من امرأة، حتى لو كانت قد أضيرت، بتلفظها بهذه الأقوال الخشنة المتبجحه ! حاول أن يهدىء من روعها كثيرآ لكن كل ردودها كانت خارجة عن أى عقل سوى ، كانت  تصرخ طالبة العودة لأمها، فلا أجازة زواج ولا زواج بعد " هذا هو قرارى النهائى .أريد العودة ألى أمى . أنا حرة فى قرارى . بدون سبب لا اريد الأستمرار " وهكذا كان حديثها . أيمكن ان تبلغ أمرأة سن الثامنة والثلاثون وهى طفلة ؟ آه ! هكذا تصور أنها تمارس هذا لجلب مزيد من العطف عليها ولكن رغم أن هذا الأحتمال غير وارد فى مثل حالتها، ألا أنه من المفيد أن يجرب  ، بذل كل طاقته فى محاولة التودد لها ، لكن ضاعت محاولاته سدى ، وفى وسط هذه المعمعة تناهى اليهم صوت من يطرق على الباب ، فتذكر الزوج التعس أن العادات الشرقية تحتم على الأم زيارة ابنتها ! صبيحة يوم الزواج ! فمكث  لخظة يجمع شتات . 
نفسيته المحطمة ! وذهب ليفتح الباب. يتبع.ق جوزيف المنشاوى

ليست هناك تعليقات: